6 نصائح لتطوير المهارات

هل سبق أن حاولت تحقيق هدفٍ؛ لكنَّك حقَّقت نتائج متواضعة؟ هل سبق أن رأيت أشخاصاً يحقِّقون أهدافهم دونعناء وتساءلت كيف يفعلون ذلك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن أهمية تنمية المهارات، وتقدِّم لنا نصائح ضرورية لذلك.

هنا يأتي دور تطوير المهارات، في هذا المقال أُشارك مزيداً من المعلومات عن تطوير المهارات، وأهميته في تحقيق الأهداف، وكيفية القيام به.

ما هي تنمية المهارات؟

تنمية المهارات هي عملية تنطوي على جزأين:

  1. تحديد فجوة مهاراتك (المهارات المطلوبة لتحقيق هدفٍ معين وأنت تفتقر إليها).
  2. تطوير هذه المهارات وصقلها.

 إنَّها عمليةٌ هامَّة جداً؛ لأنَّ مهاراتك تحدِّد قدرتك على تنفيذ خططك بنجاح، تخيَّل نجَّاراً يحاول بناء منزل ولديه المواد الخام؛ لكنَّه يفتقر إلى الأدوات المناسبة، فكل ما لديه هو مطرقة واهية ومفك براغٍ صغير، فمن دون الأدوات المناسبة مثل المنشار اليدوي لا يمكنه تحويل هذه المواد الخام إلى قطع خشبيةٍ مناسبة لبناء منزل.

ينطبق الأمر نفسه على تحقيق الأهداف؛ فعندما تريد تحقيق هدفٍ ما فإنَّ المنزل هو هدفك، ومهاراتك هي أدواتك، وكما تحتاج إلى الأدوات المناسبة لبناء منزل فإنَّك تحتاج إلى المهارات المناسبة لتحقيق هدفك.

من دون المهارات المناسبة ستحبط نفسك، وتهدر وقتك في مواجهة مشكلات بدائية ناجمة عن قلة معرفتك أو افتقارك إلى المهارات بدلاً من التقدم نحو هدفك، في حين أنَّ المعاناة والصعوبة جزءٌ لا يتجزأ من السعي وراء أي هدف؛ فمن دون المهارات المناسبة ستجد نفسك تعاني أكثر من اللازم، والأسوأ من ذلك أنَّ هذا الكفاح غير بنَّاءٍ ولا يساعدك على تحقيق أي تقدُّم.

لماذا نهمل تنمية المهارات؟

ثمَّة سببان رئيسان لذلك؛ أولاً غالباً ما يندهش الناس بما أنجزه الآخرون دون أن يُدركوا ما مرُّوا به لتحقيق هدفهم، نرى جوائزهم وانتصاراتهم، ونفترض خطأً أنَّنا نعرف ما يلزم لتحقيق النجاح، ثمَّ نشعر بخيبة أمل كبيرة عندما نحاول تحقيق الهدف ونكتشف أنَّه ليس سهلاً كما يبدو.

إذ يرى الناس مدونين مشهورين على الإنترنت يجنون أموالاً طائلةً من التدوين، ويظنون بأنَّ الأمر سهلٌ جداً، وهو ما تغذِّيه ادعاءات المدونين المذكورين الذين يُسوِّقون لدوراتهم التدريبية التي من المفترض أن تساعدك على تحقيقٍ نجاح مماثل، ويبدأ هؤلاء الأشخاص في التدوين أيضاً، ويتوقعون تحقيق النتائج نفسها في فترة زمنية قصيرة، ثمَّ يُصدمون أنَّ معدل الزيارات إلى مدوناتهم بقي منخفضاً بعد بضعة أشهر دون أن يجنوا أي دخل، ثمَّ يستمر بعضهم؛ ويستسلم كثيرون.

ثانياً ينتقد بعض الناس أنفسهم بشدة، إنَّنا نرى نجاح الآخرين؛ كبار الكوتشز، والمدونين عبر الإنترنت، والفنانين الحائزين على جوائز، والفائزين في أي شيء، ونستنتج أنَّنا لا نستطيع تحقيق الشيء نفسه، ونشعر أنَّ هؤلاء الأشخاص ينعمون بقوةٍ فريدةٍ لا نمتلكها، وغالباً ما يأتي إليَّ عملاء يقولون إنَّهم يريدون تحقيق هدف معيَّن، ولكن بعد رؤية أشخاص ناجحين جداً في هذا المجال يفقدون ثقتهم بقدراتهم، ثمَّ يسألون أنفسهم: "ما الذي يجعلني أعتقد أنَّني أستطيع النجاح؟ يجب أن أستسلم فقط؛ لأنَّ هؤلاء الناس بارعون ومتمرِّسون جداً، فمن أنا لأنافسهم؟".

لكنَّ الأمر يتعلَّق حقاً بتنمية المهارات، عندما نرى نجاح الآخرين فإنَّ ما لا نراه هو الساعات التي لا تعد ولا تحصى التي قضوها في بناء مهاراتهم وصقلها، فما نراه موهبةً لدى الآخرين هو نتيجة آلاف الساعات من العمل الشاق التي حوَّلت شغفهم وإمكاناتهم إلى مهارات صلبة، فإنَّ تنمية المهارات هي العملية التي تنتقل فيها من مبتدئ إلى ناشئ إلى متوسط إلى مخضرم ثمَّ إلى خبير، ومن ثمَّ هي ما يمنحك القدرة على تحقيق هدفك.

على سبيل المثال: كتابتي

عندما أنشأتُ مدونتي كنت أعلم أنَّ كتابة المدونات ستكون مهارة هامَّةً جداً عليَّ إتقانها، لكن لم أكن متخصصةً في اللغة الإنجليزية، ولم أحضر أيَّة دورات في الكتابة من قبل، كنت طالبةً في كلية إدارة الأعمال؛ إذ أجرينا عديداً من المشاريع والدراسات التي لا علاقة لها بالكتابة الأدبية، كان الدرس الوحيد الذي حضرته وكان أقرب إلى الكتابة هو الاتصالات التجارية، وحتى عندها درستُ أشياء مختلفة تماماً عن كتابة المدونات؛ لذلك قبل أن أبدأ بمدونتي قضيت أسابيع أقرأ عن كيفية كتابة محتوى جيد بما في ذلك اختيار موضوعات رائعة، وكتابة عنوانات جذَّابة، وفهم سِمات المقالات الجيدة، ولقد حلَّلتُ أيضاً بعض المقالات من المدونات المشهورة بما في ذلك المدونات التي تابعتها؛ كي أفهم كيفية هيكلة منشوراتهم، ففي النهاية إذا كانوا ناجحين فلا بد أنَّهم يفعلون الأمر بالطريقة الصحيحة.

لقد حلَّلتُ كلَّ مقالٍ في أثناء محاولتي فهمَ طريقة تفكير المؤلف، ثمَّ سعيت إلى تطبيق ذلك في كتاباتي، وأنشأت أيضاً خارطةً للمقالات، وفكَّرتُ ملياً بالموضوعات التي سأكتبها، موضوعات كانت شائعة وتلبِّي احتياجات الناس وصالحة لكل زمان، ومع ذلك استغرقتُ وقتاً طويلاً في كتابة مقالاتي الأولى.

كانت سلسلتي الأولى بعنوان "كيف تجد هدفك في الحياة؟"؛ لأنَّ الهدف هو نقطة البداية لعيش حياة واعية، لقد استغرقت أكثر من أسبوع لتصميم السلسلة المكونة من 7 أجزاء؛ وقد أعدتُ كتابة بعض الأجزاء بالكامل قبل أن أنشرها، كانت بعض مقالاتي السابقة سيئة جداً أيضاً، كنت أخجل حينما أقرؤها وأفكِّر: "هل كتبت هذا حقاً؟" ثمَّ أحذف تلك المقالات غير المناسبة، وأعيد كتابة بعضها الآخر لتحسين المحتوى؛ لكنَّني تحسَّنتُ.

اليوم أظنُّ أنَّ كتابتي أصبحت أكثر دقةً وتأثيراً، لقد تحسَّنَت مهاراتي اللغوية أيضاً، وأصبحت ألاحظ الفروق النحوية الدقيقة، كما ألاحظ الفروق الدقيقة بين الإنجليزية الأمريكية والبريطانية، بما في ذلك شذوذ علامات الترقيم، وقد استُخدِمت بعض مقالاتي في المناهج المدرسية والمنشورات الإعلامية وجرائد الأعمال؛ ونُشِر عديدٌ منها في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي.

لم يحدث هذا بين عشية وضحاها، ولم تأتِ مهاراتي الكتابية التي أمتلكها اليوم بطريقة سحرية، ولم أُولد ولديَّ القدرة الفطرية على الكتابة، لقد أتت من جهد واعٍ بذلته كي أبني مهاراتي وأصبح كاتبةً أفضل، وينطبق الشيء نفسه على المهارات الأخرى التي لم أكن أعرفها وكان عليَّ أن أبنيها في بداية رحلة عملي: الكوتشينغ، والتدريب، والوسائط الجديدة، وتصميم الويب سريع الاستجابة، والتسويق عبر الإنترنت، من بين أشياء أخرى كثيرة، لقد ساعدني بناء هذه المهارات على تحقيق الازدهار ومتابعة شغفي.

إذا وضعتَ هدفاً جديداً فعليكَ بناء مهاراتك أولاً، باستثناء الحالات النادرة التي يولد فيها المرء بموهبةٍ فطرية مذهلة؛ كالمغنين الذين يملكون نطاقاً صوتياً واسعاً مثلاً، مع أنَّ معظمهم يُقرُّ بأنَّه لم يكن مجرد قدرة فطرية؛ بل نتاج كثير من الممارسة.

ينمِّي معظم الناس مواهبهم من خلال العمل الشاق لساعاتٍ طويلة، لم يولد أفضل كوتش ولديه مهارات الكوتشينغ؛ بل تعلَّمها، ولم يولد أفضل موسيقي بمهارة العزف على الآلات الموسيقية؛ بل تعلَّمها أيضاً، هذه كلها مهارات يطورها الإنسان بجهده الواعي، ويمكنك أن تحقِّق ذلك أيضاً.

شاهد بالفيديو: مهارات تطوير الذات

تنمية مهاراتك: المهارات الصلبة والناعمة

يجب عليك في أثناء تطوير مهاراتك أن تضع في حسبانك مجموعتين من المهارات:

المهارات الصلبة:

هي المهارات المتَّصلة بمهمة محددة، وعادةً ما يمكن تحديدها بسهولة؛ إذ تكون هذه المهارات عادةً مهاراتٍ معرفية، مثل الكفاءة في موضوع ما، والشهادات التي حاز عليها الشخص، والمهارات التقنية؛ فإنَّ الطلاقة في لغةٍ ما، والمهارة في استخدام برنامجٍ معيَّن، وتصميم الرسوم، والبرمجة، كلها مهارات صلبة.

المهارات الناعمة:

هي المهارات المتعلِّقة بالشخصية، وتفيد في مجالاتٍ مختلفة، مثل مهارات التواصل، والقيادة، وإدارة الوقت، وإدارة التوتر، واتخاذ القرار، والقدرة على التكيف، والقدرة على التعامل مع الشدائد، وبناء العلاقات.

من الواضح لِمَ تُعَدُّ المهارات الصلبة هامَّةً جداً؛ إذ تحتاج إلى معرفة متخصصة في مجالك حتى تحقق هدفك؛ مثلاً لكي تصبح صانع محتوى ناجحاً في موقع "يوتيوب" (YouTube) يجب أن يكون لديك على الأقل بعض مهارات تحرير الفيديو، ولكي تكون مدوِّناً ناجحاً يجب أن تكون لديك مهارات كتابة وإتقان جيد للغة، ولكي تكون مهندسَ برمجياتٍ بارعاً عليك أن تتقن البرمجة.

لكنَّ كثيراً من الناس يهملون المهارات الناعمة؛ على سبيل المثال قد يصرُّ الكاتب على أنَّه بارع في الكتابة؛ لكنَّ كتبَه لا تحقِّق أي مبيعات، فإذا كانت مهاراته الكتابية رائعة فربما يفتقر إلى بعض المهارات الناعمة اللازمة للنجاح، مثل التواصل، والترويج، والتسويق لنفسه، فلا تكفي مهارات الكتابة الجيدة لتأليف كتابٍ ناجح؛ بل تحتاج إلى:

  • عرض الفكرة على الناشرين والمتعاونين.
  • تسويق نفسك بين الناس.
  • البصيرة التي تساعدك على فهم متطلَّبات الناس وكيفية كتابة القصص التي تؤثر فيهم.

معظم مؤلفي الكتب الأكثر مبيعاً اليوم ليسوا بالضرورة كُتَّاباً رائعين؛ لكنَّهم إمَّا شخصيات لها عدد كبير من المتابعين (بعض هؤلاء لا يكتبون حتى كتبهم الخاصة؛ بل يُوظفون شخصاً مجهولاً يكتب نيابةً عنهم)، أو أشخاصٌ عاديون لديهم قصة قادرة على التأثير في الجمهور.

لا يعني هذا أن تركِّز على المهارات الناعمة على حساب المعرفة؛ لأنَّ كلاً من المهارات الصلبة والناعمة هامَّة، فعندما تنجح بناءً على المهارات الناعمة فقط من دون مهارات صلبة، فإنَّك تفتقر إلى الأساس الضروري لتحقيق انتصارات جديدة، وإنَّها مسألة وقت قبل أن يكتشف الناس خداعك، وعندما تمتلك مهارات صلبة فقط دون مهارات ناعمة فإنَّك تفتقر إلى الدهاء لتروِّج بنفسك وتعرض موهبتك أمام جمهور كبير؛ لذا فإنَّ كلا النوعين من المهارات على القدر نفسه من الأهمية ويكمِّلُ بعضُهما بعضاً.

6 نصائح لتبدأ بتنمية مهاراتك:

1. ابدأ بالمهارات الأساسية:

إن كنت تبدأ من نقطة الصفر كتعلم البرمجة وأنت لا تعرف أي شيء عن الترميز، فقد يكون الأمر مخيفاً نظراً إلى الحاجة إلى تعلُّم عديد من الأشياء؛ لذا عليك أن تبدأ بالمهارات الأساسية أولاً.

  • المهارات الأساسية هي المهارات التي تحتاج إليها حكماً لتحقيق هدفك بنجاح؛ أي إنَّ لها تأثيراً مباشراً في نجاحك.
  • أمَّا المهارات الثانوية فهي أقل أهمية من المهارات الأساسية؛ ففي حين أنَّها تعزِّز نجاحك فإنَّ خبرتك فيها ليست عاملاً حاسماً في تحقيق النجاح.

على سبيل المثال عندما بدأت عملي وجَبَ عليَّ اكتساب عديد من المهارات، فبدأت بالمهارات الأساسية التي شعرت أنَّها ستكون أساسيةً لنجاحي، كالكتابة، والكوتشينغ، والتدريب، والتسويق عبر الإنترنت، وكان لهذه المهارات تأثير حاسمٌ في نجاح هدفي، ومن ناحية أخرى فإنَّ التسويق عبر مواقع "فيسبوك" (Facebook)، و"تويتر" (Twitter)، و"بينتريست" (Pinterest) وتصميم مواقع الإنترنت تصميماً فخماً لم تكن أساسيةً في نجاحي، مع أنَّها ساعدتني بالطبع، ومن ثمَّ كانت هذه مهاراتي الثانوية، وفي حين خصصتُ بعض الوقت لتعلم المهارات الثانوية، كرَّست الجزء الأكبر من وقتي لإتقان مهاراتي الأساسية.

ما الذي يحدِّد ما إن كانت المهارة أساسية أو ثانوية؟ يعتمد ذلك هدفَك، فإنَّ كان للمهارة تأثير حاسم في هدفك فإنَّها تعدُّ مهارة أساسية، فإذا كان هدفك هو أن تصبح كوتش حياة مع فريق من الكوتشز المساعدين فإنَّ مهارات الكوتشينغ والقيادة وإدارة الفريق والتدريب ستكون مهاراتك الأساسية، وإذا كان هدفك هو أن تصبح كوتش حياة يعمل عبر الإنترنت، فستكون مهاراتك الأساسية هي الكوتشينغ، والتسويق عبر الإنترنت، وكتابة المحتوى، والمهارات التقنية الجيدة، وفي الأوقات التي لا يكون فيها تعلم مهارات معينة أمراً فعَّالاً أُوصي بالاستعانة بمصادر خارجية بدلاً من ذلك.

2. قسِّم عملية التعلم إلى خطوات صغيرة:

عندما كنت أتعلم كوتشينغ الحياة حدَّدت المهارات الفرعية التي من شأنها أن تجعلني كوتشاً جيداً، ومن ذلك مهارات الإنصات، ومهارات طرح الأسئلة، والتعاطف، والصبر، وبعد ذلك قيِّمت تعلمي لكل مهارةٍ على مقياسٍ من 1 إلى 10، وطوَّرتُ هذه المهارات من خلال تقديم جلسات مجانية، وحضور ورشة عمل تدريبية، وقراءة الكتب، والأهم من ذلك معاملة الناس مباشرةً، لقد أعددتُ أيضاً دليل كوتشينغ يحتوي على بعض المفاهيم وأطر العمل التي تساعد على تقديم الكوتشينغ للناس، كما اعتدت جمع التغذية الراجعة التي تلقيتها ومراجعة أدائي بعد كل جلسة، وحدَّدت الأشياء التي قمت بها على نحو صحيح، وتلك التي أخطأت فيها؛ حتى أتمكَّن من التحسُّن.

القيام بهذه الخطوات ساعدني كي أصبح بارعةً بسرعة؛ إذ انتقلت من تدريب شخص واحد إلى 10 أشخاص في غضون بضعة أشهر، وسرعان ما أصبح لدي عشرون، ثمَّ خمسون، ثمَّ مئة عميل، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت ألاحظ توجهات واضحة في تطلعات عملائي ومشكلاتهم، ومن ثمَّ تمكَّنت من مساعدتهم بطريقة دقيقة ومحددة، لقد أصبحت أيضاً بارعةً بطريقة مكَّنتني من تحليل مشكلات كل عميل بدقة من خلال بعض المعلومات الأساسية الموجزة وطرح الأسئلة البسيطة، ومن ثمَّ توجيههم للخروج من أزماتهم النفسية.

يمكن أن يكون تطوير المهارات مشروعاً ضخماً؛ لذا قسِّمه إلى أجزاء صغيرة، لا تتوقع أن تتقن المهارة على الفور، لكن ركِّز على إتقان كل قسم على حِدة، بالنسبة إلى المهارات الناعمة التي يصعب قياس تقدمك فيها حدِّد بعض الأهداف القابلة للقياس كي ترشدك.

على سبيل المثال إذا كنت ترغب في تنمية مهارات التواصل، فيمكنك البدء بالذهاب إلى فعَّالياتٍ جديدة والتواصل مع أشخاص جدد كل أسبوع، ثمَّ التدرب على كيفية تقديم نفسك والترويج لأفكارك أمام الآخرين، ثمَّ كرِّر ذلك.

3. تعلَّم من الأفضل:

أفضل طرائق التعلم هي التعلم من الأفضل؛ وذلك لأنَّك تستطيع أن تتعلَّم من شخص حقَّق الهدف الذي تسعى إليه وأن تستفيد من حكمته، بدلاً من العمل دون توجيه وإرشاد، إليك بعض النصائح:

  • من هم الأشخاص الذين تعرفهم والذين لديهم خبرة في هذا المجال؟ تواصل معهم طلباً للمشورة، اسألهم كيف يجب أن تبني مهاراتك في هذا المجال، وما هي النصائح التي يمكنهم تقديمها لك، وما الذي يجب أن تنتبه إليه.
  • استعن بكوتش؛ إنَّ تعيين كوتشٍ ليس أمراً رخيصاً، ولكن إذا كانت لديك الموارد المالية واستعنت بالكوتش المناسب فيمكنك توفير مئات الساعات من التعلم، لقد وفر زبائني من خلال جلساتنا معاً مئات الساعات، وحققوا أهدافهم بسرعةٍ أكبر مقارنةً بما لو كانوا قد عانوا وعاملوا هذه المشكلات وحدهم.
  • جِد منتوراً، هل ثمَّة مسؤول رفيع في شركتك أو في دائرة معارفك على استعداد لتقديم المنتورينغ لك؟
  • ادرس الخبراء في مجالك، وافهم ما الذي جعلهم بارعين فيما يفعلونه، عليك أن تحتذي بسلوكهم وتعدِّله كما يناسبك.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات بسيطة لتعزيز قدراتك الذهنية

4. أجرِ الأبحاث:

أجرِ البحث لجمع رؤىً ووجهاتِ نظرٍ مختلفة، لقد جعل الإنترنت المعلومات أسهل منالاً من أي وقت مضى، ويمكنك إجراء البحث من خلال هذه الأدوات:

  • المدونات: لقد أصبحت المدونات الطريقة الأساسية لتلقي المعلومات، ابحث في محرك البحث "غوغل" (Google) للعثور على مدونات جديدة، وضع إشارة على المدونات التي تبدو واعدة.
  • المدونات الصوتية: في عالمنا الحديث نقضي معظم وقتنا على أجهزة الحاسوب، وأجد الصوت طريقةً ممتعةً للتعلم، "آي تيونز" (iTunes)، و"ستيتشر" (Stitcher) مجلداتٌ من المدونات الصوتية تحتوي على كثير من الحلقات المجانية، في حين أنَّ "أوديبل" (Audible) منصةُ كتبٍ صوتيَّةٍ (إنَّها خدمة مدفوعة؛ لكنَّ كتابك الصوتي الأول مجاني).
  • الكتب: تُعَدُّ الكتب مصدراً رائعاً للمعلومات؛ لأنَّها تُنظِّم المحتوى بدقَّةٍ جيِّدةٍ، وعادةً ما تجمع معرفة المؤلف وحكمته عن موضوع معين، هل توجد مكتبة قريبةٌ منك؟ إذا كان الأمر كذلك توجَّه إلى المكتبة واستعر الكتب المتعلقة بالموضوع، إذا لم يكن الأمر كذلك، زر متاجر الكتب واطَّلع على الكتب الموصى بها.
  • الدورات المجانية على الإنترنت: حظيت الدورات عبر الإنترنت بشعبيةٍ كبيرة في السنوات الأخيرة، فيما يأتي بعض المنصات التي توفر دورات مجانية، وبعضها ينتمي إلى جامعات مشهورة:
  1. كورسيرا (Coursera).
  2. إي دي إكس (edX).
  3. دورات جامعة هارفرد (Harvard online courses).
  4. دورات جامعة ستانفورد (Stanford online courses).
  5. أكاديمية الأرض (Academic Earth).

5. احضر دوراتٍ تدريبية:

الدورات وورش العمل التدريبية طرائقُ رائعةٌ لتطوير المهارات بسرعة؛ إذ تُعَدُّ مصدراً مركزاً للمعلومات التي نُسِّقت في برنامج منظم، كما تسمح بعض ورشات العمل التي تحتوي على كثير من النشاطات بالتعلم التجريبي؛ ممَّا يعني أنَّك تجري ممارسةً عمليةً بدلاً من التعلم النظري فقط، وعندما تحضر التدريب فإنَّك تتعلم بصحبة أشخاصٍ يفكِّرون مثلك؛ ممَّا يمنحك حافزاً إضافياً ودعماً اجتماعياً.

عند البحث عن دورةٍ تدريبية ابحث عن دورةٍ تقدِّم محتوىً حقيقياً يُدرِّسه مدرب موثوق، واطلب مزيداً من التفاصيل عن منهج الدورة، فثمَّة اليوم عديد من الدورات الملآى بالحشو التي يدرِّسها أشخاص يهتمون بالأرباح أكثر من التدريس، عليك الابتعاد عن هؤلاء.

إقرأ أيضاً: أهمية الدورات التدريبية في تطوير الذات

6. اتخذ الإجراءات:

ذكرتُ آنفاً أنَّني طوَّرتُ مهاراتي في الكوتشينغ من خلال القراءة، وحضور ورشة عمل، ومعاملة الناس، كان هذا الأخير هو الجزء الأكثر أهمية في عملية التعلم؛ لأنَّني لو لم أتدرب أبداً من خلال العمل مع أشخاص حقيقيين لما عرفت أبداً ما هي الأشياء التي يحتاج الناس إلى المساعدة فيها، وكيف يمكنني مساعدتهم على أفضل وجه، وما إذا كانت أساليبي مجدية أم لا، فما يبني الخبرة ليس التعلم النظري؛ بل الممارسة، وينطبق ذلك بصورةٍ خاصة إذا كانت مهارتك عمليةً، عندها يمكنك أن تعرف مدى براعتك، ونقاط ضعفك، والفجوة بين تصوراتك والواقع، والمجالات التي عليك تحسينها.

يعتمد "الفعل" هنا على المهارة التي تبنيها، إذا كنت تتعلم البرمجة فهذا يعني كتابة الشيفرة وإنشاء برامج بسيطة وتجريبها، وإن كنت تتعلم الخطابة فهو يعني التدرب أمام المرآة، وتصوير نفسك ومراجعة أدائك، والتحدث أمام أناس حقيقيين، وفي الفعاليات، ومع أنَّ مرحلة العمل هي أكثر مرحلةٍ مخيفة، فإنَّها أيضاً أكثر مرحلةٍ مجزية؛ لأنَّك تتعلم فيها أكثر من غيرها، وفي هذه المرحلة تتوقف عن الاختباء في فقاعتك، وتتجاوز خوفك، وتبدأ التعلم الحقيقي، وكلما عملت ساعات أطول أصبحت أفضل؛ لذا خصص وقتاً للتمرين كل يوم.

إقرأ أيضاً: أساليب تطوير وتنمية الذات : 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

في الختام:

  • ما هو الهدف الذي تسعى إليه الآن؟
  • ما هي المهارات الصلبة والناعمة اللازمة لتحقيق هذا الهدف؟
  • من بين هذه المهارات، ما هي المهارات الأساسية وما هي المهارات الثانوية؟
  • كيف يمكنك البدء في تطوير مهاراتك الأساسية؟ وكيف يمكنك تطبيق النصائح المذكورة آنفاً؟
  • متى يمكنك البدء في اتخاذ إجراءات حقيقية؟

ابدأ في تطوير مهاراتك وسرعان ما سترى نتائج عملك وجهدك.




مقالات مرتبطة